Ads 468x60px

ما رايك فى المكتبة

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 أبريل 2015

مقالات دينية

الركوع ومعناه الاجمالي_القسم الأول

17 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

الركوع ومعناه الاجمالي_القسم الأول
الركوع: من أركان الصلاة، وتبطل بنقصانه عمداً أو سهواً وكذلك بزيادته عمداً وسهواً على الأحوط لزوماً. ويجب الركوع في كل ركعة مرة واحدة، إلا في صلاة الآيات فيجب في كل ركعة منها خمسة ركوعات.
واجبات الركوع:
1ـ أن يكون الانحناء بمقدار تصل أطراف الأصابع إلى الركبة، والأحوط الأفضل للرجل أن ينحني بمقدار تصل راحته إلى ركبتيه.
2ـ القيام قبل الركوع، وتبطل الصلاة بتركه عمداً.
3ـ الذکر من تسبيح أو تحميد أو تكبير أو تهليل، والأحوط الأولى اختيار التسبيح ويجزي فيه ذكر (سبحان ربي العظيم وبحمده) مرة واحدة، أو (سبحان الله) ثلاث مرات. وفي رواية عندما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «اجعلوها في ركوعكم».
4ـ القيام بعد الركوع ويعتبر فيه الانتصاب وكذا الطمأنينة.
تكبيرة الركوع وما فيها من أسرار:
ويقصد بها تكبير الله عز وجل من تجويز أن يقدر أحد أن يقوم بعبادته. ويكون القصد من رفع اليد التبري من هذا الاعتقاد، فينحط عن حال القيام للركوع، والتواضع عن كل ما يملك من قوة وقدرة وإرادة، ويتأدب لله عز وجلّ بهذا الخضوع والتواضع. ويبدأ بذكر تسبيح الركوع.

فلسفة الطهارة_القسم الثاني

16 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

فلسفة الطهارة_القسم الثاني
ـ يقول الامام (قدس الله سره) في كتابة الآداب المعنوية للصلاة يشير إلى مراتب الطهارة، الأولى هو تطهير الأعضاء.
وأشار أهل المراقبة والسلوك إلى أن لا يتوقفوا عند صور الأشياء وظواهرها، بل لابد أن يجعلوا الظاهر مرآة للباطن، ويستكشفوا من الصور الحقائق، ولا يقنعوا بالتطهير الصوري، فإن القناعة بالتطهير الصوري فخُ ابليس، فلينتقلوا من صفاء الماء إلى تصفية الأعضاء، ويصفونها بأداء الفرائض والسنن الإلهية، ويخرجونها من غلظة المعاصي، ويدركون من لطف امتزاج الماء بالأشياء كيفية امتزاج الملكوتية الإلهية بعالم الطبيعة، ولا يَدَعون القذرات تؤثر فيها.
والمرتبة الثانية للطهارة قوله عليه السلام: (ثم عاشر خلق الله كامتزاج الماء بالاشياء، يؤدي كل شيء حقه، ولا يتغير في معناه) معتبراً لقول الرسول صلى الله عليه وآله: (مثل المؤمن المخلص كمثل الماء).
إن الإمام عليه السلام يبين في المرتبة الأولى ما يرتبط بتعامل الإنسان مع خلق الله، يعني أن السالك في نفس الحال الذي يعاشر كل طائفة من الناس بالمعروف ويرد الحقوق الخلقية ويتعامل مع كل واحد بما يتناسب وشأنه، فإنه عليه في الوقت نفسه أن لا يتجاوز عن الحقوق الإلهية، ولا ينسى عبوديته لله. ثم يذكر الإمام عليه السلام في المرتبة الثالثة كيفية تعامل الإنسان مع الله تعالى حيث يقول عليه السلام: (ولتكن صفوتك مع الله في جميع طاعتك، كصفوة الماء حين أنزله من السماء وسماه طهوراً). يعني يلزم للسالك إلى الله أن يكون خالصاً من تصرف الطبيعة، ولا يكون لكدوراتها وظلمتها طريق إلى قلبه، وتكون سوحه خالية عن جميع الشرك الظاهري والباطني فيصفي قلبه ويجعله كالماء الصافي في شكله ولونه وعند انزاله من السماء فتكون أعماله طاهرة نظيفة خالية من الشوائب التي تدنس القلب والروح. 

شرح دعاء الصباح 10- القسم الأول

15 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

شرح دعاء الصباح 10- القسم الأول

(10) ﴿يا مَنْ قَرُبَ مِن خَواطِرِ الظُّنُونِ﴾

عند أهل الطريقة وأرباب السّلوك «الخاطرُ»: ما يرد على القلب من الخطاب، أو الوارد الّذي لا تعمّل للعبد فيه. وما كان خطاباً فهو على أربعة أقسام:
رَبّانيّ، وهو أوّل الخواطر، ويسمّى «نقر الخاطر» ولا يخطئ أبداً. وقد يعرف بالقوّة والتّسلّط وعدم الاندفاع.
ومَلَكيّ، وهو الباعث على مندوب أو مفروض. وبالجملة، كلّ ما فيه صلاح، ويسمّى «إلهاماً».
ونفسانيّ، وهو ما فيه حظّ للنفس، ويسمّى «هاجساً».
وشيطاني، وهو ما يدعو إلى مخالفة الحقّ. قال الله تعالى: ﴿الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وياْمُرُكُمْ بِالفَحشاءِ([1]). وقال النّبيّ|: «لمَّةُ الشَّيطانِ تكَذيبٌ بالحَقِّ… وَإيعادٌ بِالشَّرِ»([2])
ويُسمّى «وسواساً»، ويعيّر بميزان الشّرع؛ فما فيه قربةٌ فهو من الأوّلين، وما فيه كراهةٌ أو مخالفة شرعاً فهو من الآخرين.
ويشتبه في المباحات: فما هو أقرب إلى مخالفة النّفس فهو من الأوّلين، وما هو أقرب إلى الهوى وموافقة النّفس فهو من الآخرين. والصّادق الصّافي القلب الحاضر مع الحقّ، سهل عليه الفرق بينها بتيسير الله وتوفيقه، كذا قيل.
و«الظنُّ»: يراد به: الاعتقاد الرّاجح، وقد يراد به اليقين كقوله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ انَّهُم مُلاقُوا ربِّهِمْ([3]) وقوله تعالى: ﴿فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقدِرَ عَليه([4])، كما ذكر المحقّق العلّامة شيخنا البهائي& في الحديث السّابع عشر من كتابه الأربعين: فقال المأمُون: لله درّك يا أبالحسن، فأخبِرْني عن قول الله تعالى: ﴿وذا النُّونِ إذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أن لَنَ نقدِرَ عَلَيهِ﴾. فقال الرّضا عليه السلام: «ذلك يُونُسُ بنُ مَتّى× ذَهَبَ مُغاضِباً لِقومِهِ فَظَنَّ، بِمعنى استَيقَنَ، أن لنَ نَقدِرَ عَلَيهِ: أنْ لنْ نُضيقَ عَلَيهِ رِزقَهُ» الحديث([5]).
وقَد يُقال: إنه من الأضداد، فيطلق على الرّاجح والمرجوح. وعلى الثاني حمل قوله تعالى: ﴿إن نَظُنُّ إلّا ظَنّاً([6])،و﴿إنَّ الظَنَّ لا يُغْني مِنَ الحَقِّ شَيئاً([7])، و﴿إنَّ بَعضَ الظَنِّ إثمٌ([8]).
أقولُ: المراد «بالظنّ»، هنا: العلم والإدراك المطلق من باب عموم المجاز، أو عموم الاشتراك، أو تسمية العام باسم الخاص. وإنّما عبّر عنه «بالظنّ» لوجهين:
أحدهما: التّأسّي بالحديث القدسي قال تعالى: «أنَا عِند ظَنِّ عبدي بي»([9])، ولذا قيل: «فليُحسِن العبدُ ظنَّه بربّه»([10]).
وثانيهما: أنّ العلوم من حيث هي مضافة إلينا، ينبغي أن تسمّى «بالظّنون»؛ لشباهتها بها، سيّما ما يتعلّق منها بالمبدأ، فإنّ العقل وإن أمكنه اكتناه الأشياء إلّا إنّه لا يمكنه اكتناه واجب الوجود، وإنّما هي إيقانات، بل حقّ اليقين بما هي مضافة إلى الله الملقى. وفي التعبير «بالظنّ» عن الظّان الّذي هو العقل إشارة إلى «اتّحاد العاقل بالمعقول» على ما هو مذهب بعض المحقّقين. وليست الإضافة من قبيل «جرد قطيفة» و«أخلاق ثياب»، سيّما على نسخة «خطرات الظنون»، ولا بيانيّة، بل لاميّة وفقاً لقوله: «ملاحظة العيون».
واتّحاد العاقل والمعقول معناه الصحيح الحقيق بالتّصديق أمران:
أحدهما: أنّ المعقول بالذّات لا بالعرض ظهور وإشراق من العاقل. بلا تجافٍ لذاته من مقامه، وظهورُه وإشراقه المعنوي لا يباينه ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً([11]).  فكل معقول شأنٌ من شؤون العاقل، وللعاقل في كلّ شأن من شؤونه شأنٌ، ولذاته شأن ليس للشؤون فيه شأن. فالمعقولات مفاهيمها([12]) مجالي إشراق النفس، ووجودها فيض النفس المنبسط على كلٍّ بحسبه، كما أنّ وجود المفاهيم والماهيّات الإمكانيّة في الخارج إشراق الله وفيض الله المنبسط على كلّ بحسبه: ﴿الله نُورُ السَّمواتِ وَالأرضِ([13]).
وثانيهما: أنّ العاقل في مقامه الشّامخ جامعٌ لوجُود كلّ معقول بالّذات بنحو أعلى وأبسط، فهو مقام رتقها وهي مقام فتقه، وهو مقام إجمالها وهي مقام تفصيله، فهو كالمحدود وهي كالحدّ، وهو كالعقل البسيط وهي كالعقول التفصيليّة.
_______________________________________
([1]) البقرة: 268.
([2]) الأصول الستة عشر: 160، وفيه: «من لمة الشيطان…»، مستدرك وسائل الشيعة 11: 360 / 13261.
([3]) البقرة: 46.
([4]) الأنبياء: 87.
([5]) المصدر غير متوفّر لدينا، انظرخصائص الأئمة: 90. الاحتجاج 2: 221.
([6]) الجاثية: 32.
([7]) النجم: 28.
([8]) الحجرات: 12.
([9]) الفقه المنسوب للإمام الرضا×: 361. المجموع 5: 108.
([10]) تيسير الكريم الرحمن: 868. شرح الأسماء الحسنى 2: 21.
([11]) نوح: 14.
([12]) إشارة إلى أنّه كما ليس المراد: المعقول بالعرض، بل المراد هو المعقول بالذّات. كذلك ليس المراد: ماهيّة المعقول بالذّات ومفهومه، بل وجوده؛ فوجوده ظهور العاقل ولا يتّحد بماهيّته، بل لا ماهيّة للنّفس. وتقرّرُ الماهيّات منفكّة عن الوجود محالٌ؛ فلها وجود، ووجودها وجود النفس. منه.
([13]) النور: 35.

فلسفة الطهارة_القسم الأول

14 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

فلسفة الطهارة_القسم الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الصلاة زادٌ للمؤمن من الدنيا إلى الآخرة، وشفيع بينه وبين ملك الموت، وأنيس في قبره، وفراش تحت جنبه، وجواب لمنكر ونكير، وتكون صلاة العبد عند المحشر تاجاً على رأسه، ونوراً على وجهه ولباساً على بدنه، وستراً بينه وبين النار، وحجة بينه وبين الرب، ونجاة لبدنه في النار، وجوازاً على الصراط، ومفتاحاً للجنة، ومهراً لحور العين، وثمناً للجنة، بالصلاة يبلُغُ العبدُ الدرجة العُليا، لأن الصلاة تسبيح وتهليل وتقديس وقول ودعوة) وسائل الشيعة.
ومن أجل أداء فريضة الصلاة كاملة لابد من أداء بعض الأفعال المقدمة عليها بشكل صحيح كالطهارة ومن أقسامها الوضوء، حيث يقول الإمام الباقر عليه السلام: (لا صلاة إلا بطهور). وبعد ذلك نأتي لما يتقدم الصلاة من أمور مثل القبلة، اللباس، الوقت، إباحة المكان وغيرها. فالكثير من الناس قد عرف الطهارة والوضوء والصلاة بالشكل العادي، ولكن الطريقة التي يكون من خلالها الانقطاع لله عز وجل والوصول إلى الكمال الروحي، فهذا الذي لم يتوصل له معظم الناس. والتوصل للانقطاع لله وتحقيق الكمال لا يأتي إلا بمعرفة الفلسفة الخاصة للأعمال التي تقوم بها. ولحرص الحوزة العلمية في أن تربي وتُخّرج طالبات يزكون أنفسهم بالعلم والعمل، ولينقلوا هذا العلم وهذه الرسالة للاجيال القادمة ولتصبح أفكار جيلنا الحالي بالشكل الصحيح وكما قال رسول الله صلى الله عليه واله: (زكاة العلم نشره). سنتناول في هذا العدد توضيح فلسفة الطهارة. يقول الإمام الصادق عليه السلام: (تفكّر في صفاء الماء ورقته وطهره وبركته ولطيف امتزاجه بكل شيء، واستعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك الله بتطهيرها، وآت بآدابها في فرائضه وسننه، فأن تحت كل واحدة منها فوائد كثيرة) مصباح الشريعة.

الترتيل فضله واحكامه_القسم الثاني

11 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

الترتيل فضله واحكامه_القسم الثاني
حكمة:
قال المحقق البحراني في حدائقه: قد أجمع العلماء كافة على استحبابه في القراءة في الصلاة وغيرها لقوله عز وجل: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ انتهى.
وحكى العلامة الشيخ حسين آل عصفور في كتابه اللوامع عن المجلسي الأول الشيخ محمد تقي في شرحه على الفقيه، بأنه قسّم الترتيل المأمور به في القرآن الكريم إلى: واجب ومستحب وفاقاً للمعتبر والذكرى والفوائد الملية، وذلك في قوله: الترتيل الواجب هو أداء الحروف من المخارج وحفظ أحكام الوقوف بان لا يقف على الحركة، ولا يصل بالسكون، فانهما غير جائزين باتفاق القراء وأهل العربية.
والترتيل المستحب هو أداء الحروف بصفاتها المحسنة لها، وحفظ الوقوف التي استحبها القراء وبيّنوها في تجاويدهم.
وأضاف المحقق الحلي في المعتبر بقوله: وربما يكون واجبا إذا اريد به النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يدمج بعضها في بعض.
ولا يستحب للامام في الصلاة التطويل هي تلاوة السور الطوال، أو اطالة القراءة بالترتيل الزائد عن الحد فيشق على من خلفه لقوله صلى الله عليه وآله: (من أمَّ الناس فليخفف).
وللمنفرد الإطالة، ولو عرض عارض لبعض المأمومين يقتضي خروجه استحب للإمام التخفيف قال صلى الله عليه وآله: إني لأقوم في الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز فيها كراهة أن يشق الولد على أبيه.
كما يكره أن تكون تلاوة آيات كثيرة بنفس واحد، كما ورد النص في سورة التوحيد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: يكره أن يقال ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ في نفس واحد. الكافي: ج 2.


شرح دعاء الصباح 9

10 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

شرح دعاء الصباح 9

(9) ﴿وَجلَّ عَن مُلاءَمَةِ كيفيّاتِهِ﴾

«الملاءمة»: الموافقة. و«الكيفيّة»: ما يقال في جواب «كيف هو؟»، كما أنّ «الكميّة» ما يقال في جواب «كم هو؟»، و«الماهيّة» ما يقال في جواب «ما هو؟». ورسم الحكماء «الكيف» بأنّه هيئةٌ قارّة لا تقتضي قسمةً ولا نسبةً. وأقسامُه كثيرة كما هو مقتضى الجمع المضاف. وأقسامُه الأوليّة أربعة:
«الكيفيّات المحسُوسة» المنشعبة بحسب المشاعر الخمسة.
«والنفسانيّة» كالإرادة والقدرة والجبن والشجاعة والفرح والغمّ ونحوها، وبالجملة جميع حالات النّفس ومَلَكاتها.
و«الاستعداديّة».
و«المختصّة بالكمّ».
وكلّها مشروحةٌ في موضعه.
وضمير «كيفيّاته» يمكن أن يعود إلى المخلوق الّذي هو مفرد «مخلوقاته»، والأَولى ألّا يفكّك الضمير ويرجع إلى كلمة «مَنْ([1])»، والإضافة لملابسة المعلوليّة والمملوكيّة لله تعالى. وإنّما جلّ جناب قدسه عن أن يجامعه الكيفيّات؛ لأنّ العرض ليس في مقام وجود موضوعه، وإنّما فيه قوّته، وحامل القوّة هو المادّة، والمادّة لا وجود لها بدون الصّورة، والمركّب منهما جسم؛ تعالى عن الجسميّة علّواً كبيراً.
وأيضاً، لو كان له كيفيّة؛ فإمّا حادثة، فيكون هو تعالى محلّ الحوادث، وإمّا قديمة فيلزم تعدّد القدماء. وفي الحديث: «إنَّ الله لا يُوصَفُ بِالكَيفِ، وكيف أصِفُهُ بِالكَيفِ وَهُوَ الّذي كَيَّفَ الكَيفَ حتى صارَ كَيفاً؟»([2]). ليس المراد من قوله عليه السلام: «كيّف الكيف»([3]) الجعل التركيبيّ([4])؛ لوضوح محاليّته، بل إنّه أوجد الكيف ولكن عبّر به؛ إذ بالوجود يصير كلّ شيء نفسه بالحمل الشّائع. وفي حديث آخر: «ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ([5])» ([6]) أي من وصفه بكيفيّة فقد ثنّاه. وفي آخر: «كَيفَ أصِفُ رَبّي بِالكَيفُ، والكيف مَخلُوقٌ، وَالله لا يُوصَفُ بِخلقِهِ؟»([7])، ولكن سُئِل الصّادق عليه السلام: ألَهُ كيفيّة؟ قال عليه السلام: «لا؛ لأنّ الكَيفيَّةَ جَهَةُ الضِّيقِ وَالإحاطَةِ، وَلكِن لا بُدَّ مِنَ الخُروُج عَن جهَةِ التَّعطيلِ وَالتَشبيهِ؛ لأنَّ مَن نَفاهُ فَقَد أنكَرَ رُبوبيَّتَهُ وأبطَلَهُ، وَمَن شَبَّهَهُ بِغيرِهِ فَقَد أثَبَتَهُ بِصِفَةِ المَخلُوقيِنَ المصنُوعينَ الَّذِينَ لا يَستَحِقُّونَ الرُّبُوبيِّةَ، وَلِكن لابُدَّ مِن إثباتِ أنَّ لَهُ كَيفيَّة([8]) لا يَستَحِقُّها غَيُرهُ، وَلا يُشارِكُهُ فيها، ولا يُحاطُ بِها، وَلا يَعلَمُها غَيُرهُ»([9]).
أقُول: هذا الحديث مثل فقرة الدّعاء، إشارة إلى أنّ له تعالى صفاتٍ هي عين ذاته، وليس له معانٍ وأحوال زائدة قديمة خلافاً للأشاعرة، ولا حادثة خلافاً للكرّاميّة. قال عليّ عليه السلام: «كَمالُ الإخلاصِ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ؛ لِشَهادَةِ كُلِّ صِفَة أنَّها غَيرُ الموصُوفِ، وَلِشَهادَةِ كُلِّ مَوصُوف أنَّهُ غَيرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وصفه فَقد قَرَنَةُ، ومَنْ قَرَنَةُ فَقَد ثَنّاهُ»([10]).
________________________________________
([1]) الواردة في صدر الدعاء في قوله عليه السلام: «يا من دلع…».
([2]) الفصول المهمة 1: 184.
([3]) الكافي 1: 103 / 12. التوحيد: 61 / 18.
([4]) فإنّ الماهيّة غير مجعولة بالذات بالجعل البسيط، فضلاً عن الجعل المركّب، فما جعل المشمس مشمساً، بل ما جعل ماهيّة المشمس إلاّ بالعرض لجعل وجوده؛ ففاض من الجاعل الحقّ وجوده بالذّات، ثمّ ماهيّته تتبعه في الجعل والتحقّق بالعرض، ثمّ تصدق نفس تلك الماهيّة على نفسها بالعرض لا بالذات؛ لأن الصّدق إيجاب والموجبة تستدعي وجود الموضوع، والمرتبة خالية عن الوجود، فلا تصلح للإيجاب، كالمعدوم بما هو معدوم. منه.
([5]) أي من وصفه بصفة زائدة؛ لأنّه إذا كانت الصفة زائدة على ذاته كانت كيفيّة، فيكون موافقاً لقول عليّ عليه السلام: «فمن وصفه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه»[نهج البلاغة/الخطبة: 1، وفيه: وصف الله]. منه.
([6]) نهج البلاغة / الخطبة: 186.
([7]) بصائر الدرجات: 521 / 1. التوحيد: 310 / 1.
([8]) أي له صفةٌ هي عين ذاته. ومعلوم أنّها لم تكن حينئذٍ معنى قائماً بذاته؛ إذ لا معانيَ في ذاته سوى صريح ذاته، بل هذا مثل ما يقال: الصّفة على الوصف العنوانيّ الذي هو عين الموصوف، ومثل الصفة النفسيّة في لسان المتكلّمين.
وكون الصّفة عين الذات كثيرُ الآيات، كالمعلوم بالذات للصّورة العلميّة، والكلّي لنفس الكليّة، والمتّصل للصّورة الجسميّة، والمضاف للإضافة، والمتقدّم والمتأخر لأجزاء الزّمان، والموجود للوجود الحقيقي، إلى غير ذلك من الموارد. منه.
([9]) الكافي 1: 86 / 6.
([10]) نهج البلاغة/خطبة: 1.

الترتيل فضله واحكامه_القسم الأول

8 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

الترتيل فضله واحكامه_القسم الأول

﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ البقرة: 121.
الناس أمام الآيات على أقسام:
1ـ قسم يكرسون اهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح وعلى قواعد التجويد، ويشغل ذهنهم دوماً الوقف والوصل والادغام والغنة في التلاوة، ولا يهتمون اطلاقاً بمحتوى القرآن فما بالك بالعمل به! وهؤلاء بالتعبير القرآني﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾.
2ـ وقسم يتجاوز إطار الألفاظ ويتعمق في المعاني، ويدقق في الموضوعات القرآنية ولكن لا يعمل بما يفهم.
3ـ وقسم هم المؤمنون حقاً، يقرأون القرآن باعتباره كتاب عمل، ومنهجاً كاملاً للحياة، ويعتبرون قراءة الألفاظ والتفكير في المعاني وإدراك مفاهيم الآيات الكريمة مقدمة للعمل، ولذلك تصحوا في نفوسهم روح جديدة كلما قرأوا القرآن، وتتصاعد في داخلهم عزيمة وارادة واستعداد جديد للأعمال الصالحة، وهذه هي التلاوة الحقة.
المعنى اللغوي للترتيل: هو التأني والتمهل في القراءة من غير عجلة، وتبيين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها، وكلامه رتل بالتحريك اي مرتل، مأخوذ من قولهم: ثغر مرتل، ورتل بكسر التاء، ورتل إذا كان مثلج الأسنان مستوية النبات لا يركب بعضها على بعض.
المعنى الاصطلاحي: هو علم بقوانين يعرف بها كيفية إخراج كل حرف من مخرجه الحقيقي والاتيان به بالنحو الذي يستحقه منفرداً ومجاوراً مع غيره.
فضله:
عن الامام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾ قال عليه السلام: «حق تلاوته هو الوقوف، عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى).
وعنه عليه السلام: (أنه قال في قوله تعالى: ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾: يرتلون آياته ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخشون عذابه، ويتمثلون قصصه، ويعتبرون أمثاله، ويأتمرون أوامره، ويتجنبون نواهيه، وما هو والله بحفظ آياته وسرد حروفه، وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وانما هو تدبر اياته يقول الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾).
﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
قال الطبرسي في مجمعه في تفسيرها: أي بينه بياناً اقرأه على هينتك، وقيل: معناه ترسل فيه ترسلا، وقيل تثبت فيه تثبتاً، وروي عن امير المؤمنين عليه السلام في معناه أنه قال: (بيّنة بياناً ولا تهذه هد الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن أقرع به القلوب القاسية، ولا يكوننّ همّ احدكم آخر السورة).
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: «هو أن تمكث فيه وتحسن به صوتك، وإذا مررت بآية فيها ذكر من النار فتعود بالله من النار، وإذا مررت بآية فيها ذكر من الجنة فاسأل الله الجنة).
وعنه عليه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ قال: «قف عند وعده ووعيده، وتفكر في أمثاله ومواعظه).
وعنه عليه السلام قال: (هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار).

شرح دعاء الصباح 8

5 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

شرح دعاء الصباح 8

(8) ﴿وَتَنَزَّهَ عَن مُجانَسَةِ مَخلُوقاتِهِ﴾

لمّا أوهم الفقرة السّابقة، سيّما على الوجه الّرابع، التّشبيهَ، صار المقام مقام التّنزيه والإجلال؛ لأنّه تعالى خارج عن الحدّينَ: حدِّ التّشبيه، وحدِّ التّنزيه. قال تعالى: ﴿لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ([1])([2]).
و«المجانسة»: الاتّحادُ في الجنس، ومن المعلومات تنزيهه تعالى عن ذلك؛ إذ لو كان له تعالى جنسٌ شارَكْتهُ فيه مخلوقاتُه ـ ومن المتقرّرات في مقرّه أنّ الجنس ماهيّةٌ مبهمة، والفصل علّة لتحصُّله وتعيُّنه ـ كان له فصل، فيلزم أن يكون له تعالى ماهيّة. وقد برهن في مقامه أن لا ماهيّة له سوى الإنيّة. وأيضاً يلزم أن يكون مركّباً، فيلزم الحاجة في أصل قوام الذّات وتقرّره، وهو أشدّ محذوراً من الحاجة([3]) في الوجود؛ لأنّ تجوهر ذاته ليس سوى ذينك الجوهرين والإمكان؛ إذ كما أنّ كلّ ممكن زوج تركيبيّ، كذلك كلّ مركّب ممكن، لا من باب انعكاس الموجبة الكليّة كنفسها، بل من باب مبرهنيّة كلّ من القاعدتين([4])، هذا خلف.
ثمّ الأجزاء إمّا واجباتٌ، فيلزم تعدد الواجب، وأيضاً يلزم الخلف إذ لا علاقة بين الواجبات بالّذات([5])، فلا تركيب يؤدّي إلى الوحدة، فيكون كلّ واحد بسيطاً وقد فرض واجباً واحداً مركّباً؛ وإمّا ممكنات فالمحتاج إلى الممكن أمكن.
وأيضاً، يلزم مساواة الواجب والممكن في الوجود([6])؛ لأنّ الجنس والفصل متّحدان في الوجود بمقتضى الحمل، فوجود فصله بعينه وجود جنسه الّذي هو جنس الممكنات تعالى عنه.
وأيضاً، لو كان له تعالى جنسٌ، فجنسه:
إمّا الوجود؛ فيلزم قلب المقسم مقوّماً؛ لأنّ حاجة الجنس إلى الفصل في الوجود، والفرض أنّ الوجود قوام هذا الجنس بخلاف الأجناس في المواضع الأُخرى؛ لأنّ ماهيّاتها غير إنيّاتها، فمفيد وجودها غير مفيد قوامها.
وإمّا غير الوجود، وغير الوجود إمّا العدم، وإمّا الماهيّة، وساحة عزّه منزّهٌ عنهما جميعاً.
ويمكن أن يُراد «بالمجانسة» معناها اللغوي، فيطلق على النّوع لغةً. ويقال على ما يطلق على القليل والكثير، كالماء يطلق على القطرة وعلى ماء البحر. والأولى أن يراد بها ما يشمل جميع أقسام الاتّحاد الّتي كلٌّ منها يختصّ في الاصطلاح باسم، وهو القدر المشترك بينها، أعني الاتّحاد بين شيئَيْن في جهة جامعة، فيشمل «المماثلة» وهي اتّحاد الشّيئين في الماهيّة ولازمها، و«المجانسة الخاصة» وقد مرّت، و«المساواة» وهي الاتّحاد في الكمّ، و«المشابهة» وهي الاتّحاد في الكيف، و«المناسبة» وهي الاتحاد في الإضافة([7])، و«الموازاة» وهي الاتّحاد في الوضع، و«المحاذاة» وهي الاتحاد في الأَين، وكذا «الهوهويّة» الّتي هي تعبير عن «الحمل» في الاصطلاح وهو الاتّحاد في الوجود ونحو ذلك.
وأفرد «المشابهة» كما يأتي في قوله×: «وجَلَّ عَنْ مُلاَءَمَةِ كَيْفِيَاتِهِ»؛ لأنّ الكيفيّة أصحّ الأعراض وجوداً وأشملُها، حتّى إنّ بعض علوم المجردات عند بعض الحكماء كيفيّات.
والحاصل أنّه كما لا مثل وندَّ لجنابه الأقدس: ﴿فَلا تَجعَلُوا للهِ أَنْدَادَاً وَأَنْتُمْ تَعَلَمُونَ([8])، كذلك لا مُجانِسَ ولا مُشابِهَ ولا مُساويَ ولا مُوازيَ ولا مُحاذيَ ولا مُناسِبَ له تعالى؛ لانتفاء الماهيّة النوعيّة والجنسيّة والكيف والكمّ والوضع والأين والإضافة المقوليّة عنه، بل لا شريك له في الوجود؛ لأنّ له حقيقة الوجود وهو الموجود في نفسه بنفسه لنفسه، ولغيره من حقيقة الوجود سرابها.
وإذ علمتَ أن لا مناسب له تعالى فالمناسبات الّتي ذكرها الصّوفية: كالتّمثيل بالبحر والموج والحباب، وبالشّعلة الجّوالة والّدائرة، وبالواحد والعدد(، وبالعاكس والعكس، ونحو ذلك، والحكماء: كالتمثيل بالحركة التوسطيّة( والحركة القطعيّة، وبالآن السيّال والزّمان، وبالعقل البسيط الإجمالي والعقُول التفصيليّة وأمثالها، المقصود منها المثالُ المقرِّب من وجه الّذي هو ظهورٌ منه وفانٍ فيه، لا المناسب الّذي يكون شيئاً على حياله؛ فهو متعالٍ عن المثل لا عن المثال، بل له الأمثال العليا، كما أثبت نفسُه لنفسِه بقوله: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة﴾الآية([9]). والمثل الأعلى له تعالى هو الإنسان الكامل.
و«المجانسة» ـ بفتح النّون، وقد يشكّ في فتح العين وكسرها ـ : من المفاعلة الّتي هي مصدر «فاعَلَ» ويُرشدك إلى فتحها بعلاوة ضبط الفتح في كلمات الفصحاء المعربة، مثل «المساواة» و«المعاطاة» و«المهاباة» و«المباراة» ونحوها، فإنّ الياء تقلبُ ألِفاً إذا كان ما قبلها مفتوحاً.

______________________________________

([1]) الشورى: 11.
([2]) لأنّ مثل الّشيء ثانٍ له، وحقيقة الوجود الصّرف: كلّ مافرضته ثانياً لها؛ فهو هي لا غيرها. وأيضاً، ما لا ماهيّة له كليّة لا مثل له ولو ذهناً.
وفي الآية جمعٌ بين التّنزيه والتّشبيه: فإنّ النفي تنزيه سلب مثليّة أيّ شيء كان ولو مثل عقل الكلّ؛ والإثبات صفة تشبيه لأنّ السّمع والبصر ونحوهما ـ وبالجملة، الإدراك للجزئيات المحسوسة بل الموهومة ـ متحقّق في الحيوان، فضلاً عن غيره، فإنّه مظهر لهذه الأسماء، بل أثبتت بصيغ المسند المعرَّف باللاّم المفيدة للقصر على المسند إليه نحو: زيدٌ الأمير. وذلك النّفي لم يتحقّق في شيء. منه.
([3]) لأنّ الحاجة في الوجود حاجةٌ في مقام العارض؛ لأنّ الوجود عارض الماهيّة، ويؤكّد الأشديّة على القول بأصالة الماهيّة وفي الواجب بالذّات؛ لأنّ ماهيته المفروضة فاعلة لوجوده. كما ألزموا أنّه لو كان له ماهيّةٌ لزم تقدّمها بالوجود على وجوده. وفي الكلام تعريض على بعض القائلين بأصالة الماهيّة حيث حصر المحذور في الحاجة في الوجود مع أنّها أيضاً تلزم؛ لأنّ الوجود محتاج إلى القوام، والقوام إلى الأجزاء. منه.
([4]) فإنّ المركّب متعلّق القوام بكلّ جزء، والتعلّق هو الإمكان، وأيضاً جائز العدم في مرتبة كلّ جزء، والوجود بعدها. منه.
([5]) إذ العلاقة إمّا بكون بعضها علّة وبعضها معلولاً، وإما بكونها منتهية إلى علّة، وكلاهما ينافي الوجوب الذّاتي. منه.
([6]) رجوعٌ إلى الأوّل، أي لو كان له جنس مشارك مع الممكن، لزم المساواة كما قلنا الذي هو جنس الممكنات؛ وأمّا على تقدير كون الأجزاء ممكنات، لزم المساواة لأنّ الجنس والفصل والنّوع متّحدة في الوجود. منه.
([7])  كما يقول الحكماء: نسبة النفس النّاطقة إلى صيصيّتها نسبة الملك إلى المدينة، والرّبّان إلى السفينة، وكما ليس لله تعالى مُماثل، كذلك ليس له مناسب. وأمّا المناسبات التي ذكرها القوم فسيأتي وجهها بعد أسطر. منه.
([8]) البقرة: 22.
([9]) حيث إنّ الأعداد مع تكثّرها وتباينها واختلاف آثارها، ليس يقوّمها إلاّ الواحد؛ فالاثنان ليس إلاّ الواحد والواحد وكذا الألف وما فوقه وما تحته بخلاف الأنواع الأُخرى، فالإنسان نفس وبدن، والبيت سقف وجدران، وقِس عليهما؛ فكذا كلّ وجود ليس مقوّمه إلاّ حقيقة الوجود، وكذا مبدئ الأعداد وراسمها ليس إلاّ الواحد، وكذا عادّها ومفنيّها ليس إلاّ الواحد. منه.
([11]) أي نقطة الوجود السائرة في السّلسلة الطولية النزوليّة والسّلسلة الطولية العروجيّة والسّلسلة العرضيّة الزّمانيّة. والراسمة بسيرها انبساطاً مثلها مثل الحركة التوسطيّة؛ حيث إنّها واحدة بسيطة ثابتة والتكثُّر والسّيلان في نسبها عند موافاتهاحدود المسافة، وإنّها ترسم أمراً ممتداً متّصلاً واحداً ذا أجزاء، وكذا الآن السيّال البسيط الرّاسم للزّمان. وأمّا العقل البسيط الخلّاق للعقول التفصيليّة، فهو مثال لعلمه السّابق العنائي، وانطواء كلّ الوجودات في ذلك الوجود بنحو أعلى والماهيّات تحت الأسماء الحسنى وموجوديّتها بوجود واحد. منه.
([12]) النور: 35.

السلام

2 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

السلام
 نتابع معكم أحبتي هذه الحلقات والتي خصصناها للصلاة وأركانها، ومعنى كل ركن من الناحية المعنوية، لتوصلنا في النهاية إلى حقيقة العبادة التي نأمل تأديتها على أكمل وجه، وها قد وصلنا معكم إلى السلام..
السلام: هو واجب في كل صلاة، وهو آخر أجزائها، ويعتبر أداؤه صحيحاً حال الجلوس مع الطمأنينة، وله صيغتان هما: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) و (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ويستحب الجمع بين الصيغتين، وأن يقول المصلي قبلهما: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته).
وقد جاء في مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام: (معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان؛ أي من أدى أمر الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم خاشعاً منه قلبه، فله الأمان من بلاء الدنيا وبراءة من عذاب الآخرة، والسلام اسم من اسماء الله تعالى أودعه خلقه، ليستعملوا معناه في المعاملات والأمانات والإضافات، وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم، وإذا أردت أن تضع السلام موضعه وتؤدي معناه فلتتق الله وليسلم حفظتك من ألا تبرمهم ولا تملّهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثم صديقك ثم عدوك، فإن من لم يسلم منه من هو الأقرب إليه فالأبعد أولى، ومن لا يضع السلام مواضعه هذه فلا سلام ولا تسليم وكان كاذباً في سلامه، وإن أفشاه في الخلق).
يقول عليه السلام: معنى السلام عقيب الصلاة هو الأمان؛ بمعنى أن من أدّى الأوامر الإلهية والسنن النبوية بالخشوع القلبي يأمن من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة، أي يأمن من التصرفات الشيطانية في الدنيا، لأن أداء الأوامر بالخشوع القلبي موجب لقطع تصرف الشيطان:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾، ثم يشير عليه السلام: (إلى سرّ من أسرار السلام، فيقول عليه السلام: (السلام اسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه)، وهذه إشارة إلى مظهرية الموجودات للأسماء الإلهية، ولابد للعبد السالك أن يظهر هذه اللطيفة الإلهية التي أودعت واختفت في باطن ذاته وخميرته ويستعملها في جميع المعاملات والمعاشرات والأمانات والارتباطات، ويشير بها إلى مملكة باطنه وظاهره، ويستعملها في المعاملات مع الحق ودين الحق تعالى؛ لئلا يخون الوديعة الإلهية، فتسري حقيقة السلام إلى جميع قواه الملكية والملكوتية وفي جميع عاداته وعقائده وأخلاقه وأعماله، لتسلم نفسه من جميع التصرفات، وعرّف عليه السلام التقوى طريقاً لتحصيل هذه السلامة.
وقد جاء في العلل أن الإمام علي عليه السلام قال: (فلما جعل التسليم تحليل الصلاة، ولم يجعل بدلها تكبيراً أو تسبيحاً، قيل: لأنه لما كان الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين والتوجه إلى الخالق، كان تحليلها كلام المخلوقين، والانتقال عنها، وابتداء المخلوقين في الكلام بالتسليم).
وعن عبدالله بن الفضل، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن معنى التسليم في الصلاة، فقال: (التسليم علامة الأمن وتحليل الصلاة)، قلت: وكيف ذلك جُعلت فداك؟ قال: (كان الناس فيما مضى إذا سلم عليهم وارد أمنوا شره، وكانوا إذا ردّوا عليه أمن شرهم، فإن لم يُسَلِّم لم يأمنوه، وذلك خلق في العرب، فجعل التسليم علامة الخروج من الصلاة وتحليل للكلام، وأمناً من أن يدخل في الصلاة ما يفسدها، والسلام اسم من أسماء الله، وهو واقع من المصلى على مَلَكي الله الموكَلَين به).
والذي ينبغي مراعاته هو أن السلام الجدّي إنما يتمشى في اللقاء الجديد، بحيث أن هذا المصلي أُسري وعُرج به، وكان مناجياً ربه، غائباً عن الأرض وأهلها، بل عما سوى الله سبحانه، فإذا أتم النجوى وأُذن له بالهبوط إلى الأرض والحشر مع أهلها، فهو حينذاك جديد الورود، حديث اللقاء، فيتمشى منه التسليم، بعكس المصلي الذي كان ساهياً في صلاته، مشغول السريرة بالأرض وما حولها، ولم يكن غائب الفكر عن الدنيا وأهلها، فلا يحدث له اللقاء بالطبع، ولكن يصح منه التسليم.
فسلام العارف في الصلاة، يدلّ على انتقاله من حال إلى حال، فهو يسلم تسليمين: تسليماً على من ينتقل عنه، وتسليمه على من قدم عليه إلا أن يكون عند الله في صلاته، فلا يسلم على من انتقل عنه؛ لأن الله هو السلام، فلا يسلّم عليه.
إذن فالعبد السالك إذا رجع عن مقام السجود الذي سرّه الفناء، ورجع من حالة الغيبة عن الخلق، أي حال الحضور، فيسلم على الموجودات سلام من رجع من السفر والغيبة، ففي ابتداء الرجوع من السفر يسلّم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لأنه بعد الرجوع من الوحدة إلى الكثرة، فالحقيقة الأولية هي تجلّي حقيقة الولاية.
إن السلام على النبي صلى الله عليه وآله سلام حقيقي؛ وهو في الصلاة علامة أدب ودليل احترام وتقدير، وفي قولنا: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) تثمين لما عانى وواجهه صلى الله عليه وآله من جميع أنواع التعب والمشقة والمشاكل في مسيرته الرسالية، وما بلّغ وادي من أمانة في هذه الرسالة المحمدية؛ ليوصلها للناس بصورتها الحقيقية وليبلغها لهم؛ ليكونوا مسلمين مؤمنين بالله العلي القدير.
وبعد ذلك ينتقل المصلي إلى هاتين العبارتين: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، وفي هذه الحالة يراود المصلي إحساس بالاطمئنان والارتياح، وهو يرى نفسه ضمن هذه الجموع المؤمنة الصالحة، وفي إطار هذه القافلة المباركة، مع العباد الصالحين المتقين المقربين الى الله عز وجلّ. (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وهو سلامٌ على الملائكة والمؤمنين عامة.
والحمد لله رب العالمين

فتاوى متفرقة

1 مارس 2015
التصنيف: مقالات دينية
عدد التعليقات: ٠

فتاوى متفرقة
س1ـ متى يجب اخراج زكاة الفطرة على المكلف الذي تحققت فيه شرائط وجوبها؟
ج1: تجب بدخول ليلة العيد على الاحوط وجوباً، ويستمر وقت دفعها إلى الزوال من يوم العيد، والاحوط وجوباً إخراجها قبل الصلاة.
س2ـ ماذا يجب على من لم يخرج زامة الفطرة حتى زالت الشمس من يوم العيد؟
ج2ـ الأحوط وجوباً ان يدفعها بقصد القربة المطلقة.
س3ـ هل تعتبر المباشرة في اداء زكاة الفطرة؟
ج3: لا.. فيجوز ايصالها الى الفقير من غير مباشرة ـ بالتوكيل مثلاـ.
س4: من هم الذين يستحب تقديمهم على غيرهم في اعطاء الفطرة؟
ج4ـ الارحام ثم الجيران، وينبغي الترجيح بالعلم والدين والفضل.
س5: هل تسقط زكاة الفطرة عن المعال الغني لو دفع المعيل الفقير زكاته؟
ج5ـ لا.. وعليه دفعها على الاحوط وجوباً.
س6ـ هل يجوز اعطاء الفطرة إلى شارب الخمر المتجاهر بالمعصية.
ج6ـ لا.. على الأحوط وجوباً.
س7ـ لو اراد المكلف دفع القيمة نقوداً في زكاة الفطرة فهل يدفع بقيمة وقت الاخراج أو بقيمة وقت الوجوب؟
ج7ـ يدفع بقيمة وقت الاخراج.
س8ـ هل تحل فطرة غير الهامشي على الهاشمي؟
ج8ـ لا.. بل تحرم.
س9ـ هل يفضل إعطاء زكاة الفطرة إلى الفقيه؟
س9ـ الأحوط استحبابا والأفضل دفعها إلى الفقيه، أو وكيله.
س10ـ هل يجوز تبديل زكاة الفطرة بعد عزلها؟
ج10ـ لا يجوز.