الفصل الثانى
(الحكاية........... قلب ساجد)


دخل غرفته وارتكن على كرسيه بشرود هذا ساجد كعادة كل يوم ولكن هذا اليوم مميز فهو يحمل ذكرى
شعر عابد به فتوجه اليه لم يشعر بدخوله وانما جلس امامه يبدو انه اقتسمه الذكريا ت
ساجد وعابد ...
عابد : يااااااااه نجحنا يا ساجد نجحنا
ساجد : المجموع يا عبود
عابد بفرح اكبر : 98% يا ساجد ...هندخل هندسة مع بعض
ساجد : يا ابنى لو انا كنت فى كلية غيرك مكنتش هروح كنت هحول معاك
عابد : مقدرش اروح فى حتة من غيرك
ساجد : يلا نروح نفرحهم فى البيت
تشبكت اياديهم فكما اتحدوا لياتوا الى الدنيا معا ..اتحدوا ليتفوقوا معا ...ليرسموا احلامهم معا
ليعبروا الدنيا معا
وصلا الى البيت فوجدا حركة غير عادية فى (الحارة ) كانوا اسرة موسطة المستوى ة نوعا ما
لهم من الاخوة اثنان (فاضل وراجى )....واثنتيهم يكبروهم الاول اكبرهم ولهم اخت واحدة (حفصة)
دخلا المنزل فى توتر وجدا راجى فى طريقهم ببكاء واسى
_ يا اهل المنزل ...يا بابا ...يا ماما
ساجد :
_ايه الحكاية يا راجى مالك
لم يتحدث راجى وانما نزلت دموعه تباعا ناظرا الى الارض دب الخوف فى قلب الاخوان
لمحا فاضل من بعيد جرا نحوه
عابد : فى ايه يا فاضل مالكم
فاضل نظر لهم بعيون حزينه وبقايا دموع قائلا :
_ البقاء لله وحده
صعق ساجد وعابد
_ مين ؟؟
فاضل باسى :
_ بابا الله يرحمه
الجمت الصدمة السنتيهما فقط ينظران لبعضهما البعض ويزداد تشبث الثانى بالاخر
ثم جريا معا الى غرفة والديهما وجدا والدتهما بجوار سريره تبكى وتدفن راسها فى يديه
دخلا معا ولحقهم فاضل باسى بمجرد رايتهم لابيهم الحاج حامد الاب الصالح الذى طالما
علمهم ونصحهم وكان منتظر نتيجتهم ليفرح ويفرح المنزل ولكنه رحل
خارت قوا ساجد باكيا فاحتضنه عابد يشد من ازره هامسا
_ اهدى يا ساجد عشان امنا شايف حالتها
ذهب ثلاثتهم واحتضنوا امهم ببكاء وبدات مراسم الجنازة والدفن
بكت العيون هذا الرجل الصالح الذى ربى ابنائه على كل فضيلة كان عصبى وشديد ولكنه حنون
بعد انتهاء المراسم عاد الجميع لبيته والتف الابناء الاربعة حول امهم وكذلك حفصة واولادها وزوجها
قالت الام :
_ الله يرحمك يا حامد يارب
فقال عابد :
_ ايه اللى حصل ...كان الصبح كويس
فرد فاضل نيابة عن امه
_ الازمة جات له تانى بس كانت فظيعة ونادانا كلنا وكان عايز يشوفكم ..
ثم اكمل ببعض الدموع :
_ وبيقول لكم ..خدوا بالكم من بعض واسمعوا كلامى ...وشدوا حيل بعض وخدوا بالكم من اختكم وامكم
وانجحوا ...دى كانت رسالته ليكم ...زى ما وصانا احنا كمان عليكم
مسح ساجد العبرات المتساقطة م عين اخيه
فقالت الام :
_ صحيح عملتوا ايه فى النتيجة ؟
فقال عابد :
_ 98% يا امى انا وساجد
فاضل :
_ يا الف نهار ابيض مبروك يا اولاد
راجى :
_ يارب ولادى انا وفاضل يطلعوا زيكم ويحبوا بعض زيكوا
فقال ساجد :
_ ربنا يخليكم لنا ويخلينا لبعض
دخل ساجد وعابد غرفتهم فهم بالرغم من ان لكل ابن غرفة الا انهم اصروا ان يظلوا معا بالغرفة
تمدد ساجد على فراشه وعلى السرير المقابل بحزن
فقال ساجد :
_ كان نفسى بابا يكون معانا ويفرح اننا حققنا حلمه
فقال عابد :
_ ربنا يرحمه يارب ...بس فى حاجة بفكر فيها
ساجد :
_ خير ؟؟
عابد :
_ مصارفينا هتكتر ..وانت عارف اى نعم حالتنا كويسة بس برضه احنا اللى بقينا مسئولين عن امنا
ساجد وكانه يشاركه التفكير :
_ ومش معقول نضيع حقنا فى ورث ابونا واحنا صغيرين ...نسيبه لما نكبر نسند عليه
جلس اثنتيهم وقالوا فى ان واحد
_ احنا لازم نشتغل
نظرا لبعضهم البعض
فقال ساجد :
_ ندور على شغل يا عابد
عابد :
_ اوعى فى يوم نبعد عن بعض يا باشمهندس
فقال ساجد مبتسما :
_ عمرك سمعت عن جسم بعد عن روحه وفضل عايش
عابد :
_ ربنا ميحرمنيش منك ...عارف ..انا نفسى انا وانت نبقى رجال اعمال كباااار جدا
ساجد :
_ نفسى انا وانت نبقى ناجحين
عابد :
_ خلاص نحطه هدف ونحاول نوصل له
ساجد :
_ حاضر ..عابد عايز اطلب منك طلب
عابد :
_ اطلب يا حبيبى
ساجد :
_عايز انام فى حضنك زى ما كنت بنام فى حضن بابا زمان
لم يرد عابد وانما توجه لسرير ساجد وتمدد واخذه بين احضانه ونام
مشهد لم تعد تراه يتخيل اليك ان عابد ابو ساجد
طرقت سجدة الباب فلم يرد عليها والدها فخافت ففتحت الباب بهدوء
وجدت منظر دمعت عينيها له
ساجد يحتضن عابد وهما جالسا على الاريكة فى الغرفة وكل منهم غلبه النعاس وساجد عيناه يتقاطر منها الدموع
_ ياااااااه انتم لسه زى ما انتم مهما الدنيا اتغيرت انتم ثابتين ربنا ميحرمناش منكم
كان دخولها اذانا بتاجيل الخوض فى سجل الذكريات
تحركت نحوهم بخطوات حثيثة ثم ربتت على ذراع والدها برفق وهى تقبل راسه
_ابى ...عمى ...ابى
فتح ساجد عينيه مبتسما وجد يدها تمد لتمسح الدموع عن وجهه
_ عابد ...قوم يا حبيبى اتاخرنا
استيقظ عابد
_ايه ده انا نمت ؟؟ محستش بنفسى ....حضنك لسه دافى يا ابو سجدة
سجدة بمرح
_ انتم بتغازلوا بعض قدامى قوم يا عبود بقى عشان تفطروا ...حضرنا انا وامى هيام
وجنة الفطار ...والشباب تحت منتظرين
قام عابد محتضنها
_ حبيبتى وبنت حبيبى وبنتى
ساجد مازحا :
_ كيس جوافه واقف انا ..بتحضن بنتى وبتغازلها قدامى
ضحك الجميع وخرجوا سبقت سجدة الى الاسفل وابدل ساجد وعابد ملابسهم استعدادا للخروج
نزلت للاسفل فالتقت عيناهما وجدت اكرم يتوجه اليها
_يا صباح الفل فين الجماعة
ابتسمت قائلة :
_ يا صباح السعادة نازلين عندك محااضرات ؟؟
اكرم بتافف :
_ اه يا ستى ...عقبالك
فاجابت متضرعة :
_ اللهم امين ...اخلص الثانوى بقى على خير ..وادخل اسنان زى جنة
ينظر لها من بعيد فى غيظ بالرغم من انه يعلم انهم اخوة يتحدثان معا ولكن ياكله الغيره
فهذا اخوه الاصغر يتحدث اليه ويرى ابتسامتها الجذابة وهو يجلس بعيدا لا يستطيع الاقتراب
فقال بصوت يشوبه بعض العصبية :
_ اكررررم ...تعالى يا حبيبى عايزك
اراد الوالدان ان يعمقوا روح الاخاء بين الابناء ولهم اكثر مما ارادوا
فكل شخص من ابناء عابد او ساجد يحسب ابناء عمه انهم اخوته الاشقاء
ان جرح احدهم احس بالوجع الاخر لن تستطيع ان تفرق من الشقيق ومن ابن العم فقط
هكذا ربى ساجد وعابد ..صباحا يجتمعون للافطار معا ...وان استطاع المتزوج منهم النزول فلينزل
فابويهم يريدوهم دائما متحدين متقاربين حتى على مائدة الطعام
على الرغم من اخوتهم الا ان هناك اثنان لم ولن يعدا بعضهما البعض اخوة
ينظر لها ببعض الضيق وهى لم تلحظه
جاءت جنة تحمل باقى الطعام مع هيام نزل ساجد وعابد والقيا تحية الصباح علي الجميع
جس الوالدان على راس المائدة كل من جهة متقابلين
واصطف الابناء فنظر ايمن اليها وهى تجلس بجانب ابيها
_ كل سنه وانتى طيبة يا يمنى ...والى الله اقرب وعلى طاعته ادوم والى الجنة ادنى واقرب
ابتسمت بخجل وهى تقول لنفسها "برضه اول واحد تقول لى يا ايمن "
_ وانت طيب يا ايمن
جنة :
_ والله كنت نسيت ان بكرة يوم ميلادك
فقال اكرم مازحا :
_ نعم ...بتهزرى يا جنة ..ده يوم ميلاد يمنى فاهمة يعنى ايه ؟؟
فقال يحيى :
_ يارب يجعل السنه الجاية اجمل من اللى فاتوا يا يمنى
مهلا يا سجدة هلا عرفتنا من انت ومن يمنى ؟؟
سجدة
_ انا سجدة ساجد ...اسمى موسيقى مش كده ؟؟...ده كان رغبة ماما الله يرحمها
وانا يمنى ساجد برضه ...اسم الشهرة بتاعى اللى تقريبا كل الناس بتنادينى بيه لكن فى الحكومة سجدة
واللى سماهولى ...ايمن ..اسمه الدكتور ايمن يا ماما انتى وهى ...اه انا طيبة
بس عند ايمن بقلب دراكولا ...و....
قاطع شرودها هذا صوت هيام
_ يمنى ...يمنى ..يا سجدة
يمنى :
_ نعم يا امى ...
هيام :
_ انتى مش معانا خالص ...كملى اكلك عشان تلحقى المدرسة
جنة :
_ يلا يا جماعة ميعاد اول محاضرة قرب هخرج بقى
نظرت يمنى فى ساعتها
_ الباص بتاعى على وصول
قبلت ساجد وعابد من وجنتيه وكذلك هيام
خرجت الى الحديقة بينما كان ايمن يتحدث الى والديه ووالدته
حديقة الفيلا وذكرياتها
حديقة ليست بالكبيرة وليست بالصغيرة ولكنها جميلة للغاية وعبيرها يهدئ النفس المضطربة
مع رائحة عطرتها رائحة ذكريات طفولة وصبا منها المبكى ومنها المضحك
الى جانب ملحق الفيلا يوجد بناء مرتفع
انها عمارة تنتسب لعائلة المصرى
انشا عابد وساجد العمارة لابناءه تحتوى شقق لكل ابن منهم على حدا حتى يمنى
بكل دور شقة ...وحكاية ...وقلوب ..ويفصلها عن الفيلا بوابة الى حديقة الفيلا
فى خروج اخيها الاكبر يوسف
_ صباح الفل يا يمنى
يمنى ممبتسمه
_ صباح الفل يا ابيه ايه اخبارك
يوسف :
_ الحمد لله ...ابى وعمى جوه ؟
التفت للفيلا وجدتهم فى طريقهم للخروج ويتبعهم اسعد ابن عمها واخيها يحيى فهما يعملان ايضا فى الشركة
قابلهم اسعد
_ انا رايح المزرعة يا ابى تطلبوا منى حاجة ؟؟
عابد :
_ اخر الاسبوع جاى لك يا اسعد عشان نخلص موضوع طلبية مصنع البحيرى
ساجد :
_ وافينا بالاخبار اول باول يا اسعد
وانطلق اسعد مسافرا للمزرعة التى يقضى بها الاسبوع ويعود ليرى عائلته
وركب ساجد وعابد السيارة معا وتبعهم سيارة يوسف ثم يحيى ثم خرجت جنة
وانطلقت يمنى الى المدرسة
فى سيارته وبجانبه اخيه اعاد اسطوانه الذكريات
بدا هو واخيه بالبحث عن عمل حتى جائهم فاضل يوما
_تعالوا يا ياواد انت واخوك
ذهبوا اليه
_ انتم كل يوم تخرجوا وتتاخروا بتروحوا فين ؟؟
نظر ساجد لعابد ولم يردوا
_ رد يا ولا انت وهو متعصبونيش ...احنا اجازة ...بتروحوا فين
رد عابد بثبات
_ كنا بندور على شغل عشان ن........
قاطعه فاضل :
_ شغل ؟؟ ليه ؟؟ انتم ناقصكم حاجة ؟؟ انتم عندكم جامعة لسه هتبدا ركزوا فيها
فقال ساجد :
_ احنا مش عايزين نبقى حمل على حد ...شركة بابا لسه موقفتش على رجليها
فكر فاضل مليا ثم قال بعقلانية
_ بص يا حبيبى انت وهو ...طالما انتم مصممين على الشغل يبقى تشتغلوا فى الشركة تكبروها
عابد نظر لساجد بينما اكمل فاضل
_ راجى هيسافر السعودية يشتغل وهيسيبنى لوحدى ...وانتم عارفين ...الشركة حالها مش قد كده
لسه فى بدايتها وده حقكم وانتم بقى ساعدونى نكبرها
ابتسم ساجد
_ عندك حق يا فاضل احنا معاك
احتضنهم بحنان قائلا :
_ يلا يا باشمهندس انت وهو ادخل ريح وهنزل انا ومراتى نقعد معاكم
نزلا معا
زوجته ممسكه بيده دخلت لحماتها تناديها
_ تعالى يا كريمه عايزاكى
جلست كريمة بوجل فهى تدرى ما سيحدث وما ستقوله والدة فاضل
_ عملتى ايه عند الدكتورة ؟؟
كريمة بوجع :
_ كتبت لى علاج وهمشى عليه ان شاء الله
والدة فاضل تربت على يدها :
_ متزعليش منى انتى زى بنتى ...ونفسى افرح بابنى الكبير زى اخوه الاصغر منه
نظرت كريمة لها بدموع
فقالت حماتها :
_ ربنا يرزقك الذرية الصالحة يا كريمة يارب
مرت الايام وعمل ساجد وعابد فى شركة والدهم الصغيرة
ولكنهم بطموحهم وهدفهم المرسوم امامهم فى اقل من شهرين اثبتوا جدارتهم
كانوا يذهبون صباحا ويعودوا مساءا يتناقشون فى امور العمل ايضا حتى يخطو خطوات ثابته
كانت الجامعة على الابواب وهما فى غرفتهم
ساجد :
_ بص يا عبود ده ورق المزاد ...بجد لو رسى علينا هيساعدنا كتير
عابد :
_ انا هروح بكرة اعمل تحريات حوالين المزاد ده عشان نبقى عارفين عنه كل حاجة
ساجد :
_ نفسى يبقى عندنا اكبر شركة فى مصر
عابد :
_ هات ورقة
اعطاة ورقة امسك عابد الورقة وكتب عليها
(الهدف ....اكبر شركة فى مصر ....اكبر رجال اعمال ...ان شاء الله )
ولصقها على الحائط
ساجد :
_ ليه عملت كده ؟؟
عابد شارحا :
_ عشان يبقى هدف نشوفه صبح وليل عشان منكسلش ..
ساجد ابتسم قائلا
_ الجامعة الاسبوع الجاى ....هنعمل ايه فى الشغل
عابد :
_ هنتكلم مع فاضل
وبالفعل تحدثوا معه وقال لهم ان ياتوا بعض الجامعة
انتظموا فى عملهم وفى جامعتهم ومذاكرتهم كان كل منهم يذاكر للاخر
الشركة للامام كل يوم
فى الجامعة لم يكن لهم اى اتصال باى فتاة كل معاملتهم مع الرجال فكانوا واضحين
مثيرى لاعجاب الجميع بتفوقهم معا وبحبهم للعمل ولخبرتهم التى تزداد يوما بعد يوم
اجتازوا السنه الاولى واكملوا العمل بالاجازة
دخل ساجد المنزل بعد ادائه صلاة العشاء فى المسجد بحث عنه
_ عابد فين يا امى
الام :
_ فوق على السطح ..من ساعة ما جه من الصلاة وهو فوق
قلق ساجد وصعد الى حيث اخيه وجده يجلس على الكرسى محدقا بالسماء
_ايه يا عبود بتعد النجوم ؟؟
انتبه عابد لوجوده فقال :
_ ساجد ...هو انا فعلا غريب وبمثل المثالية ؟
ساجد باستغراب :
_ ايه الكلام اللى بتقوله ده ...بتمثل ايه ...ومين قال لك ان فى حد فينا مثالى
الكمال لله وحده ... احنا بس بنحاول نبقى ملتزمين وبنحاول نرضى ربنا
فبنقلل اخطائنا
تنهد عابد ناظرا امامه قائلا :
_ عبير زميلتى فى السكشن ...جات تكلمنى ...بتقول لى اشرح لى ده يا عابد
فانا اتحرجت اوى ومعرفتش اعمل ايه ...والله ما بصيت لها حتى ..شرحت الفقرة على السريع
فجه عادل بيقول لى
_ ايه يا عم الشيخ ...ومليش كلام مع البنات ...وتمثل المثالية علينا احنا
امتقع وجه ساجد :
_ ومقولتش ليا ليه كنت وريته مقامه ...ال........
قاطعه عابد :
_ اولا متشتمش لان كده غيبة
ثانيا الرسول بيقول "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعا ن ولا الفاحش ولا البذئ " او كما قال صلى الله عليه وسلم
ساجد :
_ عليه افضل صلاة وسلام ...عندك حق ...متزعلش يا عابد ..احنا غرباء ...بابا كان بيقول لنا كده ...
انت طالما مغلطتش ومتجاوزتش حدود الادب خلاص
عابد :
_ عندك حق يا جوده يا حبى ...بقولك ايه ؟؟ بفكر اكلم ماما على موضوع هيام بنت خالتك
ساجد :
_ يا حبيبى احنا فى سنه تانية وهى فى اولى تربية يعنى لسه صغيرين
عابد :
_ يا ساجد بحبها من صغرى ...ومش عايز اعمل حاجة غلط ..ولما كنت عند خالتى
قالت لى مش هتكلم معاك الا لما نتخطب
ساجد :
_ هيوافقوا على جواز وانتم طلبه ؟
عابد باقناع :
_ بص يا حبيبى ..احنا بنشتغل من زمان ...عملنا مبلغ حلو اوى ...وشركتنا بقى ليها مكان فى السوق
وراس مالنا زاد ...وقريب نحقق حلمنا وناسس شركتنا انا وانت ...يارب
الشقة بتاعتى موجوده ..ولما نساعد بعض واحنا صغيرين احسن ما اغلط ولا غصب عنى ابص لبنت كده ولا كده
ساجد :
_ فاهم كده والله يا عابد اقصد ماما ...فاضل..خالتك ...جوز خالتك
عابد :
_ ساعدنى نكلم امى وبعد كده هى تكلم فاضل
ساجد :
_ طيب جات لى فكرة
عابد :
_ قول
................
وصل السيارات الشركة (مجموعة شركات المصرى ) ..تحتوى العديد من الشركات لها المكانة الاعلى فى السوق
نزل ساجد وعابد من السيارة ثم يوسف ويحيى خلفهم واتجه كل منهم حيث عمله المكلقف به
....
وصلت المدرسة فى الاتوبيس ارتدت كارنية المدرسة معلقا برقبتها
كانت مدرستها فريدة من نوعها فهى مدرسة من اجل العلم ليس المال
صاحبها اسسها على الطراز الحديث يجمع بين العلم والدين فاهتم بكافة اساليب التكنولوجيا
كما انه نمى بداخل الطلاب الاهتمام بالدين فى كافة نواحى حياتهم ليست مدرسة تضم مسلمين فقط بل تحتوى عدد من المسيحيين ولهم نفس المعاملة ايضا
توجهت نحو حجرة الانشطة قابلت الطلبة لاتمام الاذاعة المدرسية فهى من تنشد فيها
فيمنى تمتاز بعذوبة الصوت وحلاوته
انشدت نشيد تحبه كثيرا
قل ميم على حاء على ميم على دال
قل ميم على حاء على ميم على دال
صلّو عليه و ع الصحب والآل
ما ننثني عنه ولو دمنا سال
نفديه بالروح والعمر والمال
والحب في القلب باقي ولا زال
نتوارث الحب أجيال وأجيال
ما الوم منهو قطع اميال واميال
للدّار لي تحتضن منك الاوصال
ما مسّ رمشك حبيبي ولا طال
فعل(ن) من اقوام تركع لتمثال
يا عزّة القلب يا طيّب الفال
هيبتك في قلوبنا أوتاد بجبال
ودخلت الى فصل المتفوقين ...فقد جعل المدير فصلان فى كل مرحلة للطلبة المتفوقين سنويا ومن يقل مستواه
يعود لفصله الاصلى ...فاصبح هدف كل طالب ان يدخل فصل المتفوقين ...لما فيه من مميزات
......
ايمن فى طريقه الى كليته ....يفكر ماذا يفعل اليوم ...يستغفر الله ...يقود سيارته الذى اصر والده على شرائها
_ هييجى يوم واوصلك بنفسى يا يمنى ؟؟ يارب اجمعنى بيها فى حلالك
ذهب الى حيث كليته واندمج فى حياته العلمية التى تلهيه وتخطفه من العالم اجمع
دخل عابد لاخيه المكتب
_ انا دماغى وجعتنى اوى
ساجد يرجع راسه للوراء
_ انا بكرة اجازة ان شاء الله
عابد نظر له مستغربا :
_ ليه ؟؟حاسس بحاجة ؟؟ طمنى عليك يا ابنى
نظر له ساجد نظرة يملؤها الحزن ففهم عابد
_ ااااااه ...طيب انا اجازة معاك ...مليش دعوة والولاد يقوموا بالشغل
فضحك ساجد :
_ انت ما صدقت
فقال عابد بطفولية :
_ بصراحة اه .....
خرج عابد ليستعيد ساجد اسطوانة الذكريات
نزل ساجد من سطح منزلهم فقابلته امه
_ماله اخوك يا ابنى
ساجد بحزن :
_مهموم ومش راضى يتكلم
الام :
_ استر يارب ...معقول ميفتحش قلبه ليك ؟؟
مر اليوم وتبعه يومان وساجد وعابد على خطتهم ...الى ان استفردت الام بساجد وحده
_ يا ساجد اخوك ماله ..عمر ما عابد كان بيحمل هم
فقال ساجد :
_ هقولك يا ماما بس عشان تحاولى تساعدينى
الام بقلق :
_ قول
ساجد بصوت منخفض :
_ عابد بيحب هيام بنت خالتى زى ما انتى عارفة ...بس هو عايز يتقدم لها ويتجوزها
وده اللى مضايقه خايف ترفضى انتى وفاضل وبيقعد بالليل سهران يفكر
الام :
_ بس ده لسه طالب يا ابنى
ساجد محاولا اقناع والدته :
_ يا ماما مش صغير ولا حاجة ....طالما بيشتغل ...ويقدر يصرف على نفسه
ممكن يتخطبوا وبعد كده يتجوزوا ...(لم ير للمتحابين غير النكاح يا امى )
انتى هاين عليكى عابد اللى لا اكل ولا شرب ولا نوم ؟؟
بدا على الام قليل من الاقتناع والتفكير
_وانت شايف ايه ؟؟
فقال ساجد :
_ والله يا امى الكلام ليكى انتى
تركها لتفكر مع نفسها لتقتنع ...جلست تفكر هى تحب هيام بنت اختها
وتعلم بحب ابنها لها ...
مرت ايام اخر الى ان تحدثت الام لعابد بالموافقة وانها ستقنع فاضل بشرط الا
يعود لحالته تلك ثانية
احتضن عابد اخاه الذى ساعده فى ذلك كثيرا
وتحدثت الام الى فاضل الذى وافق بعد اقناعها له
وانتظروا نهاية العام الدراسى ليتقدموا لخطبتها
وبالفعل ما ان انتهوا من الامتحانات الا وتحدثت ام عابد الى اختها
وبعد مشاورات تم تحديد ميعاد الخطوبة وستكون كتب كتاب معها
ابتسم ساجد عند تذكره لاخيه وهو ممسكا بيد هيام بفرحة ويقول لها
_ اسيب ايدك ؟؟ ده انتى عذبتينى ...دى بقت ملكى خلاص انسيها
وهنا انشغل ثانية فى الشغل
ثم رنين الهاتف فرع السماعة
_ السلام عليكم ؟؟ مين ؟؟
_..................................